تعريف المدينة وإشكالية تعريف المدينة

تعريف المدينة وإشكالية تعريف المدينة:

        لم يطرح مفهوم التمدين مشلا فيما قبل الثورة الصناعية وذلك نظرا لسهولة التمييز بين المجالين الحضري والقروي ،فالمجال الحضري كان تجمعا سكنيا وسكانيا محاطا بالا صوار التي تميزه عن المجال القروي بينما المجال القروي فقد كان ولا زال مجالا مفتوحا يظم حقول وبساتين وسكن متفرق كلا المجالين يتكونان من أربع عناصر أساسية وهي السكان المجال المساحي والأنشطة الاقتصادية ثم الثقافة ويختلف المجالين حاليا حسب هذه المكونات نظرا لتجاوز المدينة لاصوارها ،انطلاقا من هذا الاختلاف ومشاكل تعريف المدينة فهناك حاليا تعاريف مختلفة حسب التخصصات الدراسية بما فيها من علم الاجتماع والتاريخ والجغرافية الخ  كما أن هناك اختلاف في تعريف المدينة انطلاقا من دول أو مجموعة الدول ،انطلاقا من هذا حددت مجموعة من المدارس المختلفة مقاييس كمية ونوعية:

- المقياس الإحصائي:

        ويهتم بعنصرين أساسيين هما عدد السكان والكثافة السكانية، هذا المقياس يعني بأغراض رجال الإحصاء ويحدد الحد الأدنى للساكنة كما يحدد الحد الأدنى للكثافة السكانية إلا انه يعرف اختلاف على مستوى الدول ومجموعة الدول كما يعرف تغيرا على مستوى الزمني بالنسبة لفرنسا تحدد في 200 نسمة والولايات المتحدة الأمريكية في 2500 نسمة.

- المقياس الوطني أو بنية السكان النشطين:

        هو مقياس ذو أهمية اكبر من المقياس السابق في تعريف المدينة نظرا لأنه يأخذ بعين الاعتبار نوع الوظائف والأنشطة الأساسية كما يهتم هذا المقياس بمستوى التجهيزات وأنواع المرافق المتواجدة ومن خلال هذا المقياس يمكن الفصل بين تجمعات ضخمة قروية وتجمعات حضرية صغرى ،وفي اغلب البلدان نجد تجمعات فلاحيه ذات نمو ديمغرافي سريع إلا أنها قروية كمقال الهند وإدماج بعض التجمعات الصغيرة ضمن قائمة المدن.

- المقياس المورفولوجي:

        وهو مقياس نوعي أساسا يهتم بشكل الناسج الحضري ويضل هذا المقياس صعب الاستعمال ،يشترط أن يكون التجمع الحضري متقاربا من حيث الإحصاء ويحدد هذا المقياس قيمة المسافات الفاصلة بين المباني وهي على العموم مسافة قليلة.

- المقياس الاجتماعي والسوسيولوجي:

        هو مقياس يختلف عن المقاييس السابقة لاهتمامه بالمجتمع وبنمط العيش وقد عرف ابن خلدون المدينة بقوله"أهل القرى هم الذين يعتمدون على الضروري والحاجي في أحوال عيشهم أما أهل المدن فيعتمدون على الضروري والحاجي والتقنين في أمور معيشتهم"

- المقياس الإداري:

        يعتبر هذا المقياس ذلك التجمع السكني والسكاني المعترف له قانونيا بهذه الصفة،ومن مساوئ هذا المقياس اختلافه على المستوى ألمجالي الزمني ،ويصنف هذا المقياس المدن حسب ترتيبها الإداري انطلاقا من إحصاء 1982 اعتبر كل تجمع سكاني يفوق 1500 نسمة تجمعا حضريا على أساس أن تتوفر فيه الشروط التالية:

+ الماء والكهرباء وشبكة واد الحار (الصرف الصحي).

+ المستشفى أو المستوصف والثانوية.

+ المحكمة أو المؤسسة القانونية وضعف نسبة العاملين في القطاع ألفلاحي.

                                    تعريف المدينة

        تعتبر المدينة بالنسبة للمغرب وحدة حضرية شاسعة ذات كثافة سكانية عالية التي تتمركز فيها معظم الأنشطة البشرية انطلاقا من هذا التعريف تبرز أهم عناصر المقياس المحددة للمدينة:

+ عدد معين من السكان مع حد ادني من الكثافة السكانية وتقارب المباني.

+ تنوع اقتصادي مع تركز تجاري وخدماتي وصناعي.

+ تواجد منظمات ومؤسسات تعكس الوظيفة الإدارية للمدن.

+ المدينة مجال أيضا لبنيات تحتية أساسية ومجال أيضا للترفيه والابتكار والعيش الكريم الخ ،ففي المغرب وفي التشريع الحالي يستعمل قليلا مصطلح مدينة والمستعمل حاليا هو الجماعة الحضرية.

        انطلاقا من المنظمة العالمية للمستوطنات البشرية "المدينة هي وحدة حضرية موزعة تتوفر على ساكنة مهمة"

        حسب Max Sorre  يقول أن المدينة محلة يعيش فيها المجتمع مستقر غالبا ما يكون ضخم العدد أما بالنسبة ل Pierre motlin المدينة تجمع السكان بالمقر المناسب من اجل تسيير أنشطة جماعية .

        تطور ي"المدينة ظاهرة متطورة ومتغيرة يتوقف شكلها وطبيعتها على الزمن الذي تنتمي إليه"