6 مارس 2016

الرئيسية الأصول التاريخية للظاهرة الحضرية

الأصول التاريخية للظاهرة الحضرية

الأصول التاريخية للظاهرة الحضرية:
        الظاهرة الحضرية هي ظاهرة تعود إلى ما قبل التاريخ ليست وليدة القرن 20 انطلقت من ممارسة أنشطة غير فلاحيه،ظهرت على ضفاف البحر الأبيض المتوسط في مناطق الشرق العربي ،عرفت هذه المدن طرق مستقيمة وساحات شاسعة لا سيما مراكز العبادة والأسواق الخ،كما أن هذه المدن لازال بعضها قائما إلى حد ألان ،هناك مدارس مختلفة تؤرخ لظاهرة التمدين من أهمها:

المدرسة الأولى:
        تعرف بقدم الظاهرة ترشدها الى 5000 سنة قبل الميلاد ،انتشرت ببعض المناطق ذات الحضارة العريقة مثل العراق ومن اهم هذه المدن نذكر طبر واورو واوشو واينوة ارتبط ظهور هذه المدن القديمة بتمركزها قرب المجاري المائية مثل واد النيل بمصر ونهر الدجلة والفورات الخ ،اضافة الى هذا عرفت هذه المدن تمركز السلطة ولهذا سميت احيانا بمدن الدول ،كما عرفت باحاتطها  باصوار لحمايتها وللدفاع عنها .لا سيما ان هذه المدن انطلقت بممارسة الاعمال الغير الفلاحية مثل وضع الادوات الاولية وبالتالي ظهور ما يسمى بالحرف ،وبعد هذا ظهر ما يسمى بالبسطاء التجاريين بالاضافة الى اتجاه بعض الاشخاص الى العمل الفكري وظهور الوظائف الجديدة ،واغلب المدن في هذه الحقبة كانت تلعب دورا اداريا ومن نماذجها:
- مجموعة المدن الاوربية:
        وهي مدن اغريقية رومانية يونانية وبزنطية ظهرت بحوض البحر الابيض المتوسط وهي مدن دينامية وسياسية للعائلات والقبائل وقد كانت محصنة بالاصوار يستحيل على الغريب الاندماج فيها او الدخول اليها وكانت عموما تدور حول قلعة او معبد.
- مجموعة المدن العربية الاسلامية:
        يسجل التاريخ بان اول مدينة عربية اسلامية هي مدينة يثرب التى حولها الرسول صلى الله عليه وسلام الى مدينة ودوار للهجرة وبعدها ظهرت مدينة الكوفة والبصرة،خلال حقبة الحلفاء الراشدين وكانت اغلب هذه المدن تقوم على التجارة كما تميزت باسوارها المختلفة واخيرا الكتمل بناء المدن العربية الاسلامية خلال القرن الثالث لتختلف احجامها ومواقعها ولتتوسع اكثر في اطار وظائف مختلفة كما كانت تتميز بطابعها العسكري كما كانت هذه المدن ذات صبغة سياسية و وجود مرافق دينية كالمساجد بالاضافة الى المراكز الاقتصادية.
المدرسة الثانية:
        وهي تؤرخ للتمدين انطلاقا من الثورة الصناعية ظل النمو الحضري بطيئا حتى نهاية القرن 18 ، وبعد ذلك اي مع بداية القرن 19 انطلق ما يسمى بالانفجار الحضري فيما قبل هذه المرحلة خصوصا باوربا انطلقت هذه الظاهرة من انجلتيرا التي عرفت بداية الثورة الصناعية وقد ارتكزت على اختراع الالة البخارية والمكننة وظهور تقنيات جديدة في مختلف الميادن.
- في المجال الفلاحي:
        استخدمت المكننة كوسيلة انتاج ونقل، وهذا ما ادى الى توفير فائض في الانتاج.
- في الميدان الصناعي:
        تطورت المدن الصناعية التقليدية باستعمال الالة وظهرت مدن جديد تستخدم الفحم والحديد اضافة الى هذا ظهر ما يسمى بالمدن المنجمية.
- في المجال التجاري والخدماتي:
        وقد كانت للثورة الصناعية بصمة قوية في احداث وتطور قطاع ضخم والنتمثل في قطاع التجارة والخدمات ،ليصبح هذا القطاع اساس التمدين فيما بعد هذه الثورة الصناعية ،انطلاقا مما سجل يلاحظ ان هناك تغيير زمني وتاريخي لاسس التمدين فبعدما كانت الانطلاقة من ثورة فلاحية الى صناعية لتصل في الاخير الى ثورة القطاع التجاري والخدماتي.




       

        
يتم التشغيل بواسطة Blogger.