المغرب: الاستغلال الاستعماري
في عهد الحماية (الآليات،
المظاهر، الآثار)
المظاهر، الآثار)
تقديم:
بعد
تأمين سيطرتها على المغرب لجأت كل من فرنسا واسبانيا إلى تدشين سياسة الاستغلال
الاستعماري والتي اعتمدت على مجموعة من الآليات واتخذت العديد من المظاهر، وهو ما
خلق آثارا سلبية على الاقتصاد والمجتمع المغربيين.
فما آليات ومظاهر الاستغلال الاستعماري في
عهد الحماية والعوامل المفسرة لها؟
وما هي الآثار الاقتصادية والاجتماعية
للاستغلال الاستعماري على المغرب؟
I. آليات ومظاهر الاستغلال الاستعماري في عهد الحماية:
1- آليات
الاستغلال الاستعماري للمغرب في عهد الحماية:
آليات عسكرية: من خلال نهج سياسة الأرض المحروقة وحصار
وتجويع وتدمير القرى، بكل الوسائل العسكرية المتاحة، بالإضافة إلى استمالة بعض
الخوانة كالقائد (لكلاوي، المتوكي).
آليات عقارية: تمثلت في نزع ملكية أراضي المغاربة الخصبة
عن طريق الاستعمار الخاص والاستعمار الرسمي بشتى الوسائل.
آليات سياسية: تتمثل في توزيع معاهدة الحماية سنة 1912،
ونهج سياسة الأعيان من خلال استمالة كبار القواد والقبائل والبشوات وتكليفهم
للسيطرة على مناطقهم.
آليات إدارية: من خلال التنظيم الإداري الاستعماري بمختلف
أجهزته.
آليات ثقافية تعليمية: من خلال تكوين المغاربة طبقا لمبادئ
السياسة الاستعمارية.
آليات تجهيزية: من خلال إنشاء بنيات تحتية وتجهيزية
(كالطرق والموانئ والسكك الحديدية والمطرات...).
آليات مالية: بإنشاء أبناك تمول السياسة الاستعمارية،
وتشجيع الاستثمارات الأجنبية.
آليات بشرية: من خلال تشجيع الاستيطان، وهجرة الأوربيين
نحو المغرب.
ساهمت هذه
الآليات في تثبيت الاستعمار الأجنبي بالمغرب.
2- مظاهر الاستغلال الاستعماري للمغرب في
عهد الحماية:
أ- مظاهر الاستغلال الفلاحي:
الإستلاء
على الأراضي الفلاحية الخصبة من خلال إصدار العديد من القوانين والظهائر، حيث سيطر
الفرنسيون على أزيد من مليون هكتار من الأراضي الخصبة التي تم استغلالها في
الفلاحة الرأسمالية.
ب- مظاهر الاستغلال الصناعي:
احتكار
الفرنسيين للقطاع الصناعي وإنشاء صناعات استهلاكية واستخراجية عن طريق شركات
استعمارية التي احتكرت مختلف الثروات المعدنية والطاقية، وتبعيتها للصناعة
الرأسمالية، وقد شكل مصدرا مهما للربح.
ج- مظاهر الاستغلال التجاري:
قامت
الشركات الأجنبية وخصوصا الفرنسية والاسبانية باحتكار التجارة الداخلية من خلال تجميع
المواد الفلاحية والصناعية، وتصديرها إلى الخارج، وحقق الميزان التجاري عجزا كبيرا
لصالح فرنسا واسبانيا.
تم إدماج
الاقتصاد المغربي ضمن السوق التجارية الرأسمالية العالمية.
د- مظاهر الاستغلال الضريبي أو التجاري:
تم فرض
العديد من الضرائب على المغاربة كضريبة الترتيب لسنة 1915 على المنتجات الفلاحية،
كما فرضت ضرائب مباشرة كضريبة السكن والضريبة الحضرية والنظافة...
ارتفعت
الضرائب بشكل كبير وقد استعملتها السلطات الحماية لتمويل جهازها الأمني والعسكري
بالإضافة إلى إنشاء بنياتها التحتية والأساسية، خصوصا في ظرفية الحرب العالمية
الثانية.
II. آثار الاستغلال الاستعماري على الاقتصاد والمجتمع المغربيين:
1- الآثار
الاقتصادية للاستغلال الاستعماري للمغرب في عهد الحماية:
تدهور
أوضاع القرى المغربية واستلاء الفرنسيين على أجود الأراضي الزراعية وإنشاء منشئات
اقتصادية لأهداف استعمارية كالبنيات التحتية، والمصانع والشركات، والسيطرة على كل
ثروات البلاد، وإدماج الاقتصاد المغربي ضمن المنظومة الاقتصادية الرأسمالية.
2- الآثار الاجتماعية:
أ- في الوادي: استلاء الفرنسيين على أزيد من مليون هكتار
من الأراضي الخصبة وطرد الفلاحين من أراضيهم، حيث هاجرت فئة من الفلاحين نحو
المدن، وقضاء الفلاحة التسويقية على الفلاحية المعيشية.
ب- في المدن: تضرر الحرفيين المغاربة وإفلاسهم نتيجة
منافسة البضائع المصنعة، وإفلاس وتضرر التجار المغاربة نتيجة سياسة الاحتكار
وارتفاع الضرائب ومنافسة التجار الأجانب، بالإضافة إلى ظهور نواة طبقة عاملة عانت
من مختلف أشكال الاستغلال والتعسف خصوصا عندما كانت تحتج للمطالبة بحقوقها، ثم
تدهور الوضعية الاجتماعية لسكان المدن.
إفلاس
الحرفيين والتجار وسوء وضعية العمال نتيجة سياسة الاستغلال الاستعماري.
خاتمة:
أدى تزايد
حدة الاستغلال الاستعماري إلى بداية نمو الوعي القومي الوطني الرافض للاستعمار،
والذي تبلور من خلال ظهور الحركة الوطنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق