18 يونيو 2017

الرئيسية فضل السحور:

فضل السحور:

فضل السحور:

        عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تسحروا فإن في السحور بركة }.متفق عليه
        وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: { تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة، قيل: كم كان بينهما؟ قال: قدر خمسين آية}.متفق عليه
        وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان لرسول الله صلى الله علية وسلم مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم، فقال رسول الله صلى الله علية وسلم: { إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم } قال: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا.متفق عليه
        وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: {فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر}.رواه مسلم
        يقال: السحور والسحور.
        فالسحور: الأكل الذي يتسحر به الإنسان، والسحور بالضم: الفعل يعني تسحر الإنسان.
        والسحور حيث عليه النبي صلى الله علية وسلم بقوله وأيده بفعله  فقال صلى الله علية وسلم: {تسحروا فإن في السحور بركة }. فأمر وبين، أمر بأن نتسحر وبين أن في السحور بركة، فمن بركة السحور: امتثال أمر النبي صلى الله علية وسلم، وامتثال أمر النبي صلى الله علية وسلم كله خير، كله أجر وثواب، ومن بركته: أنه معونة على العبادة، فإنه يعين الإنسان على الصيام، فإن تسحر كفاه هذا السحور إلى غروب الشمس، مع أنه في أيام الإفطار يأكل في أول النهار وفي وسط النهار وفي آخر النهار، ويشرب كثيرا، فينزل الله البركة في السحور، يكفيه من قبل طلوع الفجر إلى غروب الشمس. ومن بركته: أنه يحصل به التفريق بين صيام المسلمين وصيام غير المسلمين.
        ولهذا بين النبي صلى الله علية وسلم أن فصل ما بيننا وبين صيام أهل الكتاب أكلة السحر، يعني: السحور. لأن أهل الكتاب يصومون من نصف الليل، فيأكلون قبل منتصف الليل، ولا يأكلون في السحر، أما المسلمون- ولله الحمد – فيأكلون في السحر في آخر الليل.
        والتمييز بين المسلمين والكفار أمر مطلوب في الشرع، ولهذا نهى النبي صلى الله علية وسلم عن التشبه بهم. قال: {خالفوا المجوس وفروا اللحى، وحفوا الشوارب}.متفق عليه
        يعني: أرخوا اللحى لا تقصوها ولا تحلقوها، وقال صلى الله علية وسلم: {من تشبه بقوم فهو منهم}.متفق عليه
        وينبغي أن يؤخر السحور إلى قبيل طلوع الفجر، ولا يتقدم لأن النبي صلى الله علية وسلم قال: {لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور}. متفق عليه
        وال صلى الله علية وسلم:{ إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر}.متفق عليه
        وأما قوله في الرواية التي قالها ابن عمر: {ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويصعد هذا } فهذه مدرجة في الحديث. شاذة، ليست بصحيحة؛ لأن أمر النبي صلى الله علية وسلم بالأكل والشرب حتى يؤذن ابن أم مكتوم دليل على أن بينهما فرقا كبيرا يتسع للأكل والشراب والسحور، فهذه جملة ضعيفة شاذة، لا عمدة عليها، وقد بين زيد بن ثابت رضي الله عنه حينما ذكر أنه تسحر مع النبي صلى الله علية وسلم ثم قاموا إلى الصلاة ولم يكن بينهما إلا قدر خمسون آية. خمسون آية من عشر دقائق إلى ربع ساعة، فإذا قرأ الإنسان قراءة مرتلة أو دون ذلك.
        وهذا يدل على أن الرسول صلى الله علية وسلم يِؤخر السحور تأخيرا بالغا وعلى أنه يقدم صلاة الفجر ولا يتأخر، ثم إنه ينبغي للإنسان حين تسحره أن يستحضر أنه يتسحر امتثالا لأمر الله ورسوله ويتسحر مخالفة لأهل الكتاب، وكرها لما كانوا عليه، ويتسحر رجاء البركة في هذا السحور، ويتسحر استعانة به على طاعة الله، حتى يكون هذا السحور الذي يأكله خيرا وبركة وطاعة والله الموفق.

المرجع الرئسي: وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم- محمد بن صالح العثيمين -جمع وترتيب صلاح الدين محمود السعيد

        

يتم التشغيل بواسطة Blogger.