17 يونيو 2017

الرئيسية الهجرة مفهوم ذو أوجه:

الهجرة مفهوم ذو أوجه:

الهجرة مفهوم ذو أوجه:

سفينة العلوم والمعرفة/ع.بلال 

        الهجرة ظاهرة قديمة ارتبطت بالإنسان منذ ظهوره، غير أن أشكالها وأبعادها واتجاهاتها و أسبابها ونتائجها تنوعت وتعددت حسب المراحل التاريخية. وتشكل الهجرة أحد المظاهر الكبرى المميزة للمشهد الديمغرافي الوطني.
        لقد أصبحت ظاهرة الهجرة في عصرنا الحاضر ظاهرة كونية، وأضحى من بين أهم مميزاتها في المجتمعات الحديثة هو اتجاهها لتصبح ظاهرة يتساوى فيها عدد المهاجرين من حيث النوع، وتعتبر الهجرة القروية في البلدان النامية إحدى أشكال استراتيجيات العيش الفردية والعائلية، فهي تعتبر عن رغبة الساكنة المهاجرة في تحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية عبر النزوح عن الأوساط القروية المهمشة، التي تعاني من ضعف البنيات التحتية والمرافق والخدمات العمومية وتقلص فرص الشغل وتدني المداخل، نحو الأوساط الحضرية الأكثر جاذبية على هذه المستويات.



        ويمكن اعتبار الهجرة حركة نزوع السكان من منطقة لأخرى، يقوم بها الناس من منطقة إلى أخرى. وتنقسم إلى نوعين هما: الهجرة الداخلية والهجرة الخارجية، وهي تشكل إحدى القضايا الكبرى التي تستوجب الدراسة والتتبع المستمرين، نظرا لما يعرفه من تطورات ولعلاقتها الوطيدة بالتنمية الشاملة، بغض النظر عما تخلفه من مشاكل.
        لا شك أن الهجرة كمعطى اجتماعي وكظاهرة إنسانية تاريخية ساهمت بشكل كبير في عملية الاستيطان البشري في المعمور، وفي التواصل الحضاري والتلاقح الثقافي بين الأفراد والجماعات، إلا أن هذا يخفي وجها آخر للهجرة مما جعلها تكتسي صبغة المعضلة التي أصبحت المجتمعات تبحث لها عن حلول، فرصدت لذلك العديد من الدراسات، وانعقدت الكثير من اللقاءات، واستنفر المجتمع المدني بجمعياته الحكومية والغير الحكومية، وأبرمت الاتفاقيات الثنائية والجماعية بين الدول والحكومات، في محاولة لتطويق وتقنين الهجرة، فكانت هناك مجموعة من التحديات أمام هذه الإجراءات، يفرضها واقع التخلف الذي تعيش على إيقاعه المجتمعات التي تعاني من ظاهرة الهجرة عامة، مما استدعى تبني بعض البرامج التنموية في أفق تحسين المهارات والكفاءات للأفراد والجماعات، وتوسيع هامش حرية الإبداع، والتربية على الإحساس بالمسؤولية، وتطوير الحياة المادية.


        إذن كيف يمكن مقاربة ظاهرة الهجرة بين إكراهات العزم على الخروج من وضعية التخلف والتطلع للتنمية المستدامة في ظل العولمة؟ وكيف ساهمت العلاقات الجديدة  بين البنيات الاجتماعية بالبلدان النامية في بروز بعض الظواهر الاجتماعية وعلى رأسها الهجرة بمختلف أنواعها؟



يتم التشغيل بواسطة Blogger.