ما الهدف من دراسة علم الجغرافية؟

ما الهدف من دراسة علم الجغرافية؟

        يسرنا أن نقدم اليوم هذه الأهداف التي تهيكل علم الجغرافية، وقبل الخوض في سردها سنقف عند تعريف بسيط للجغرافية بمفهومها الحديث، هي العلم الذي يدرس البيئة والإنسان من حيث أن كلا منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به. وندرك من هذا التعريف أن الجغرافيا تجمع في طبيعتها وشكلها وموضوعها بين مركب العلوم التي تدرس البيئة، وتلك التي تدرس الإنسان، ثم تضيف إلى ذلك ميزة فريدة تتمثل في أنها تتمثل في أنها تدرس التفاعل والتأثير المتبادل بين ضوابط البيئة الطبيعية والعوامل البشرية والإنسانية.

        لعل أهم أهداف الجغرافية تنبني على تمكين الطالب من اكتساب القدرات على تشخيص وتحليل وتركيب الظواهر الناتجة عن علاقات الإنسان بمحيطه البيئي، الاقتصادي، الاجتماعي والثقافي، بالإضافة إلى ترسيخ المعارف والمبادئ الأساسية العامة في الجغرافيا واكتساب الأدوات الأساسية لتحليل المجال من الملاحظة الميدانية إلى تحليل عناصر المشهد والبحث عن العلاقات بين عناصر هذا المشهد من أجل تأويل الظواهر وتفسريها، مع إحاطة الطالب بالتخصصات المتعددة في الجغرافية ومساعدته على إدراك طبيعة العلاقات المتداخلة بين أشكال تنظيم المجال أو التراب وتدبير الإنتاج والخدمات.

        يصبح الطالب ملما بمؤهلات البلاد وإدراك التباين والتفاوت المجالي بالبلد، مع توظيف المعرفة النظرية وأدوات التعبير الجغرافي لفهم هذه الإختلالات، لاسيما الاستئناس بالمقاربة الجغرافية لمفهوم البيئة وأهمية التوازنات والإختلالات البيئية، وتوجيه تدريس الجغرافيا إلى الحقل التطبيقي.

        كما تجدر الإشارة إلى تكوين علمي وتقني بما فيها الرياضيات وإحصاء ثم معلوميات، وترسيخ القدرة على البحث والتدريب على إنجاز ملفات، تقارير، قراءات، والقدرة على عرضها ومناقشتها، ثم اكتساب مهارات أدوات التعبير الجغرافي، والتمكن من قراءة الوثائق ذات البعد المجالي والتمكن من تمثيل الظواهر خرائطية.

        تستهدف هذه الدراسة تمكين الطالب من مناهج البحث الجغرافي، والعمل في إطار جماعي مع الاحتكاك بالميدان ومختلف الفاعلين في مجال تدبير الموارد والتهيئة، وفي السنة الختامية يصبح الطالب مجبرا على اختيار إحدى المسارات للتعمق أكثر في احدهما، إما في الشق البشري (التهيئة) أم في الشق الطبيعي (البيئة)، وذلك لاكتساب القدرة على استعمال المعرفة الجغرافية قصد تطبيقها على قضايا الإنسان والبيئة وإيجاد حلول لهما، وأخيرا تقوية قدرات الطالب على تحليل الظواهر المجالية وتهيئ ووضع برامج وسياسات تهيئة الموارد والمجال.