15 نوفمبر 2017

الرئيسية تجديد البلوط الفليني في غابة المعمورة (غرب المغرب)

تجديد البلوط الفليني في غابة المعمورة (غرب المغرب)






تجديد البلوط الفليني في غابة المعمورة (غرب المغرب)

2017-2018

من إنجاز:

Øعبد الرزاق اسراطي
Øبلال علييو
Øنورالدين كاسمي
Øحاكم فليو




تمهيد:

        تغطي غابة البلوط الفليني عالميا مساحة تبلغ نحو 2.7 مليون هكتار موزعة حصريا في سبعة بلدان حيث يحتل المغرب المركز الرابع بعد البرتغال وإسبانيا والجزائر. وتغطى غابة البلوط الفلين حوالي 5 ملايين هكتار في المغرب. ولم يتبقى منها سوى 340000هكتار. 
        فإلى غاية بداية القرن العشرين، كانت غابة المعمورة هي أكبر غابة البلوط الفليني في العالم. وينتشر توزيعها على ساحل المحيط الأطلسي شمال الرباط بمساحة إجمالية قدرها 132000هكتار (رسم العقاري رقم 69394 بتاريخ 25 دجنبر 2008). ويحتل البلوط الفليني 66.600 هكتار ما يعادل 17٪ من مجموع غابة البلوط الفليني للمغرب و 25٪ من  غابة البلوط الفليني بالساحل الأطلسي. ويحيط بها عدد سكان يقدر بثلاثة ملايين نسمة منهم 000300 نسمة قرويون، تنتج هذه الغابة سنويا: 100000 طن من الفلين، و 000350 طن من الخشب الصناعي والخشب اللين. و 000100 طن من خشب التدفئة، و 24 مليون وحدة علفية، و 000 1 طن من العسل، و 000 5 طن من البلوط .

         ونظرا لأهمية غابة المعمورة اقتصاديا و اجتماعيا شرعت  المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر إلى تبني ثلاث مخططات إدارية لتأهيلها و تهيئتها :
1-  مخطط فيدال (1951-1972):
         اهتم هذا المخطط بالبلوط الفليني، وانطلق في عام 1951 عندما كانت هذه الغابة تغطي 100000 هكتار من الاكالبتوس و100000 هكتار من  الصنوبر.
1-1- الأهداف:
- الحفاظ على البلوط الفليني، بتنظيم استغلاله مع ضمان استمراريته.
- تشجير المساحات الفارغة بأشجار أخرى ثانوية.
-إنتاج الحد الأقصى من الفلين.
1-2-النتائج:
أدى غياب التجديد إلى تدهور غابة البلوط الفليني من حيث المساحة والكثافة.



الشكل 1: تغير كثافة البلوط الفليني ما بين 1951 و 1992 في غابة معمورة

خريطة رقم1: توزيع الغطاء النباتي بغابة معمورة



Référence: Abdelmoula LEFHAILI- 2015- Gestion durable des subéraies Marocaines dans une contexte de changements globaux- cas de subéraie de plaine (site Maamora)- =HCEFLCD-MAROC

2-  مخطط دانووز (1972-1992):
        اعتمد في الفترة الممتدة ما بين  1972-1992، يتعلق بالأنواع الطبيعية الأصلية (بلوط الفلين) والأنواع الدخيلة الصناعية (الأوكالبتوس، الصنوبر، السنط…).
2-1- الأهداف:
- الحفاظ على ثروة  البلوط الفليني.
- إدخال أصناف اصطناعية( المورقة و الصمغية...) التي تتلاءم مع خصوصيات التربة.
- فيما يتعلق باختيار أنواع إعادة التشجير، أعطيت الأولوية للصمغيات بالمقارنة مع المورقات .
- تلبية حاجيات السوق المحلية بمنتوجات شجر السنط.
- الحفاظ على الدور الترفيهي للغابات بالقرب من المراكز الحضرية والرقي به.
- احترام حقوق الاستغلال وحماية مصالح المستغلين لهذه الغابة .
2-2- النتائج:
وفي نهاية هذا المشروع ، انخفضت المساحة الكلية التي يشغلها بلوط الفلين بمقدار 27000 هكتار في غضون  20 سنة بمتوسط 1350 هكتار / سنة.

الشكل 2: تطور منطقة غابة البلوط الفليني ما بين 1951 و 2006


الشكل 3: تكوين معمورة بين عامي 1951 و 2006




3-  مخطط الفاو (1992-2012):
        جاء هذا المشروع لتجاوز ثغرات المشروعين السابقين، و ركز على ثلاثة مكونات ، وهي: العنصر الإيكولوجي (غابة البلوط الفليني)، والعنصر الاجتماعي (السكان المستغلين والمكون الرعوي ومشاكله.
3-1- الأهداف:
- تجديد وإعادة تشكيل البلوط الفليني.
- صيانة و إعادة تشجير غابة البلوط الفليني .
- تشجيع الجانب التشاركي للسكان على تنمية الغابة .
- تطوير الاستخدام المتعدد للغابة (الصيد والسياحة والترفيه والتربية البيئية).

3-2- النتائج:
الشكل 4: تطور المناطق المخططة والمحققة بين عامي 1992 و 2009

التجديد الطبيعي عن طريق غرس الجذوع (السقان):
        الأبحاث  في هذا المجال أكدت على إمكانية التجديد بهذه الطريقة كما بين الصعوبات التي تعترضها ومن أبرزها: عمر السقان (الشجرة)، ظروف الغطاء النباتي، والوضع الفيزيولوجي للشجرة، ثم سمك الرمال (عامل غير مشجع)...، كلها عوامل تساهم في موت الجذوع (السقان) المغروسة.
مما سبق نستنتج صعوبة التجديد الطبيعي بغرس الجذوع (السقان) مما أدى إلى اختلال التوازن داخل الغابة حيث تراجعت التركيبة الشجرية بغابة معمورة في الزمان والمكان.
التجديد الطبيعي عن طريق البذر:
        التجديد بهذه الطريقة يبقى رهين بعدة شروط، خاصة أن الشروط البيئية لغابة معمورة تعاني اضطراب وتدهور شديد، فالرعي الجائر وجني البلوط يشكلان عائقين رئيسيين أمام التجديد الطبعي للبلوط الفيني، فاحتمال نجاة النبتة الصغيرة من الماشية يبقى شبه مستحيل لأن القطيع يرعى داخل الغابة طول السنة في كل مكان، كما أن تنافس الأشجار على الماء والضوء والعناصر المغذية يشكل عائق أمام نجاح هذه العملية، بالإضافة إلى سمك الرمال والهجوم الذي تشنه بعض الطفيليات والفطريات يحد من آمل إمكانية الإنبات.
        تجديد البلوط الفليني بطريقة اصطناعية ليست بمستحيلة، لكن مفتاح نجاح هذه العملية يكمن عموما في توفير أكبر قدر ممكن من المياه المخزنة طبيعيا في التربة للشتائل الفتية. في هذا الإطار حسب Lepoutre هناك عنصرين أساسيين يتحكمان في نمو أو موت النبة هما: التربة (خصوبة التربة) والنفاذية (سمك الرمال ووضع الطبقة الطينية) لأن الموارد المائية الضرورية للشتائل تتواجد في الطبقة الطينية، لاسيما العامل الطبوغرافي (انحدار السطح) لأن النظام المائي الجيد مرتبط بانحدار السطح.
        ففي غرب غابة المعمورة فشل إعادة التشجير نظرا لسمك الرمال التي يفوق سمكها 2 متر، أما في الوسط فهناك آمل كبير في نجاح عملية خاصة أن سمك الرمال يتراوح ما بين 0,5 متر و 1,5 متر، ودرجة الانحدار ما بين 3% و 12% وكثافة الأشجار أقل من 100 شجرة في الهكتار. فالفشل يكون كبيرا في الأماكن التي يكون فيها سمك الرمال وانحدار السطح أكبر من 1,5 متر و5% وكثافة الأشجار أقل من 50 شجرة في الهكتار.
        في شرق الغابة يكون نجاح التشجير مقرون بعدد من الشروط أن يكون الانحدار ما بين 3% و9% وسمك الرمال ما بين 0,5 متر و1,7متر.
        باختصار هناك عوامل وشروط محددة للتربة، خرجها لا يمكن توقع أي إمكانية من التشجير الاصطناعي.
      حتى وقت قريب (1997) في تقدير Amhajar أن التجديد الاصطناعي للبلوط الفليني بالمعمورة لا علاقة له بانحدار السطح أو بسمك الرمال، أما بالنسبة El Boukhari (2001) فقد أكد أن الظروف البيئية أثرت بقدر كبير على التجديد الاصطناعي لشجر البلوط الفليني وذلك بسبب عدم توافق البذر مع انحدار السطح والطبقة الطينية.

خلاصة


بالنظر إلى شيخوخة غابات البلوط الفيني بالمغرب خاصة غابة المعمورة، فإن تجديدها بطريقة تقليدية (غرس السقان) لم تعد مجدية، رغم ذلك اختلفت الآراء في اختيار عملية التشجير (ما بين الطريقة التقليدية والاصطناعية)، لهذا أًصبح من الضروري اخذ بعين الاعتبار جميع عوامل الوسط البيئي التي تساهم إلى حد كبير في عملية فشل أو نجاح التجديد، ومن المهم أيضا التشديد على أهمية مساهمة السكان المستغلين للغابة طبقا للنص القانوني (الظهير 20 سبتمبر 1976 بشأن مشاركة السكان في تنمية الغابات).
يتم التشغيل بواسطة Blogger.