سقوط الإمبراطورية العثمانية
وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي
تقديـــــــم:
بعد
سيطرتها لمدة قرون على شرق المتوسط وجنوب أوربا وكذا شمال إفريقيا، بدأت الإمبراطورية
العثمانية في التراجع والضعف، إلى أن انهارت تماما بعد الحرب العالمية الأولى.
فما العوامل المفسرة لسقوط الإمبراطورية
العثمانية؟
وما السياق التاريخي لفرض الانتدابين الفرنسي
والبريطاني ونتائجهم؟
I. سقوط الإمبراطورية العثمانية:
1- أزمات
الإمبراطورية العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى المؤدية للسقوط:
-
الأزمات العسكرية والسياسية: اندلاع العديد من الثورات بأرجاء الإمبراطورية
العثمانية كثورة سوريا واليمن، وعجزها عن الدفاع عن أراضيها ومنحها الاستقلال
الذاتي لليبيا.
-
الأزمات الاجتماعية:عجز الحكومة عن دفع رواتب موظفيها، وفرض
ضرائب وغرامات مرتفعة على باقي المجتمعات، والانفلات الأمني.
-
الأزمات الاقتصادية: تراجع مداخل الخزينة ومداخل التجارة،
والعجز عن تسديد الديون الخارجية.
ساهمت هذه العوامل في التعجيل بسقوط الإمبراطورية
العثمانية.
2- وسائل وأهداف التمركز
الإمبريالي بالإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى:
-
الوسائل السياسية: والمتمثلة في تحريض أبريطانيا للعرب من أجل
الثورة على العثمانيين بعد دخولهم إلى جانب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى:
تقديم أبريطانيا وعودا للعرب من أجل
الاستقلال واسترجاع الخلافة.
-
وسائل عسكرية: تمثلت في وضع بريطانيا خطة لمواجهة
الإمبراطورية العثمانية وهزيمتها في الحرب.
·
من أهم أهداف التمركز الإمبريالي القضاء على
الإمبراطورية العثمانية واحتلال واقتسام أراضيها. توجت الضغوط الإمبريالية
العسكرية والسياسية بتوقيع معاهدة "سيفر" سنة 1920 والتي أدت إلى تفكيك
الإمبراطورية العثمانية واقتطاع أراضيها وتقسيمها بين البلدان الأوربية.
3- دور
تطور الاتجاهات القومية في سقوط الإمبراطورية العثمانية:
أدت
سياسة التتريك إلى تزايد الاتجاهات القومية المطالبة بالاستقلال عن تركيا، حيث
انطلقت منذ مؤتمر باريس سنة 1913 من خلال مطالبة العرب بالعديد من الإصلاحات
كإعادة الاعتبار للغة العربية وإنشاء ولايات عربية اللامركزية وتمتيع الغرب
بحقوقهم السياسية، غير أن الأسرار على سياسة التتريك دفع العرب إلى الثورة على
الأتراك.
4- نهاية الخلافة العثمانية
بتباين مراحل وأسس ميلاد تركيا الحديثة:
II. الانتدابين البريطاني والفرنسي ونتائجها:
1- فحوى
اتفاقية سايكس-بيكو الانتدابين البريطاني على العراق والفرنسي على سوريا:
تنسلت
بريطانيا من وعودها للعرب من أجل الاستقلال واسترجاع الخلافة وقامت بتوزيع اتفاقية
"سايكس-بيكو" مع فرنسا سنة 1916 لتقسيم المشرق العربي.
وبعد
انهيار الإمبراطورية العثمانية عقد مؤتمر "سان ريمو" سنة 1920 لفرض
"صك الانتداب" البريطاني على العراق والأردن، وتضمن مقررات أهمها إنشاء
حكومات وإقامة دساتير بالبلدان المحتلة (العراق والأردن).
تم فرض
"صك الانتداب" الفرنسي على سوريا ولبنان ضمن نفس المؤتمر (سان ريمو)،
والذي نص على تكوين حكومات ووضع دساتير لتسيير سوريا ولبنان.
الانتداب:
هو شكل من أشكال الاستعمار على غرار الحماية وتقوم فيه الدولة الاستعمارية بانتداب
البلد المستعمر لفترة زمنية محدودة تنتهي باستقلاله.
أدى
الانتداب الفرنسي والبريطاني إلى بداية الاستغلال الاستعماري وهو ما خلق نتائج
سلبية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
2- نتائج الانتدابين الفرنسي والبريطاني
على العراق وسوريا:
-
بروز مقاومة مسلحة رافضة للانتداب، والتي
خاضت العديد من المعارك من أهمها "معركة ميسلون".
-
تقسيم بلدان المشرق العربي، وتزايد حدة
السرعات داخل بلدان المشرق.
-
تفاقم الاستغلال الاستعماري، واحتكار
المستعمر اقتصاد بلدان المشرق العربي والسيطرة على مختلف ثرواته.
-
فرض الثقافة واللغة الفرنسيتين
والبريطانيتين.
-
تأثير المجتمع سلبا من خلال إفلاس الفئات
الاجتماعية، والمعاناة من الأمية والتهميش والأمراض والهجرة..
-
فرض ضرائب جد مرتفعة.
أدت سياسة الاستغلال الاستعماري إلى بداية
ظهور الوعي القومي الوطني، وبداية معركة التحرير ضدا الاستعمار.
خاتمة:
أدى
فرض الانتدابين البريطاني والفرنسي على المشرق العربي إلى استغلال الحركة
السهيونية للوضعية بالمنطقة. وحصولها على وعد "بلفور" من بريطانيا سنة
1917 وهو ما أدى إلى بروز القضية الفلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق